التعريف بالمخبر

يهدف هذا المشروع إلى جمع واستقراء كل ما هو تراث ثقافي ولغوي وأدبي في الجنوب الجزائري، وذلك نظراً لما لمسناه من حاجة ماسة للاهتمام بهذا المجال، وبعد الغياب الذي لاحظناه للمخابر والفرق البحثية التي تهتم به، ولذلك سيكون الجهد منصباً على منطقة توات (ولاية أدرار) و تمنراست وإليزي وورقلة ووادي سوف وغرداية والبيض والنعامة وبشار وتندوف، وتعتبر هذه الولايات من المناطق الوطنية التي ما يزال البحث والاهتمام بالميادين سابقة الذكر ما يزال بكراً؛ ولم يحظ بالدراسات اللازمة التي تنفض الغبار عن هذا التراث لما لهذا العمل من أهمية قصوى في حفظ وخدمة الذاكرة الجماعية بهذه المناطق ومنها في القطر الجزائري بصفة عامة،  فهناك العديد من التراث الثقافي المدون الذي هو في كنانيش ومخطوطات وهو بحاجة مسيسة إلى الحفظ والنقل إلى وسائط حديثة تسهل عملية استرجاعه والاستفادة منه خاصة من طرف الباحثين والدارسين بمختلف الجامعات الجزائرية لتكون بحوثهم منصبة حول عمليات الجمع والتحقيق والدراسة وسيستهدف البحث أيضاً الموروث الثقافي المروي أو الشفوي المحفوظ في صدور الحفاظ الذين يمكن أن يتعرضوا للموت أو النسيان أو الخلط أثناء روايتهم لها بسبب كبر سنهم أو غيرها من العوامل الأخرى، وهو ما يجعل هذا التراث عرضة للضياع في أعماق محيط النسيان…

 ويمكننا أن ندخل ضمن هذا المشروع عدة عناصر متعلقة بما يلي:

  • تعتبر مناطق الجنوب الجزائري من بين المناطق الخصبة والغنية بالتراث الثقافي واللغوي والأدبي، وهذا الغنى كان ممتداً عبر عصور طويلة من الزمن.
  • وبالمقابل تعتبر مناطق الجنوب الجزائري من بين أكثر المناطق على المستوى الوطني تهميشاً علمياً، بدليل قلة الدراسات وندرتها بل انعدامها أحياناً، خاصة في الجانب الثقافي والتراثي واللغوي والأدبي

لبعض المناطق في جنوبنا الجزائري الكبير، وربما يعود سبب ذلك إلى شساعة الجنوب الجزائري، وامتداده على مسافة ومساحة كبيرة وشاسعة؛ مهما يصعب مهمة الباحثين والدارسين خاصة إذا كانت بحوثهم ميدانية ـ كمشروعنا هذا ـ فمثل هذه البحوث تحتاج إلى معرفة وخبرة كبيرة به المناطق، وربما يعود ذلك إلى عزوف البعض من أبناء هذه المناطق عن الوقوف والبحث في تراثهم، وربما السبب يعود إلى بخل بعض المُلاَّك بما يحملون من مواد ثقافية، إلى غير ذلك من الأسباب الأخرى التي تُبقي هذه المناطق ـ للأسف الشديد ـ في عزلة علمية عن خارطة البحث العلمي في وطننا.

لذلك سنسعى جاهدين إن شاء الله من خلال مجموعة الباحثين المتخصصين الذين الذين ينتمون إلى فرق هذا المخبر، – والذين هم أبناء الجزائر والجنوب الجزائري على وجه الخصوص – سنسعى – إن شاء الله – إلى رسم استراتيجية عامة للوقوف عند التراث الثقافي واللغوي والأدبي في تلك المناطق، عبر مجموعة من البحوث واللقاءات والزيارات الميدانية والندوات المحلية والجهوية والدولية، التي ستُكَوِّن حلقات وصل بين الباحثين لتوحيد الجهود في تدوين ما هو شفوي ومنطوق وإنقاذه من الضياع، وتحقيق ودراسة ماهو مخطوط، والتعريف بالأعلام من الأدباء واللغويين، في الزوايا والكتاتيب والحلل، وطبع تلك الجهود والبحوث عبر سلاسل مختلفة حسب الاستراتيجية العامة للمخبر، ثم تشجيع الباحثين الأكاديميين لخوض غمار البحث في هذا المجال في مختلف الجامعات والمراكز الجامعية المحلية والوطنية والدولية، وأيضا في مراكز البحث المختلفة.